لاشك أن التاريخ لن يغفل أو تسقط من ذاكرته تلك الدماء التي سفكت مناصرة لشعب مسلم محاصر في هذا الأسطول المبارك أسطول الحرية، كما لن ينس التاريخ ذل المسلمين و ضعفهم عن مد يد العون لإخوانهم، ولن ينس التاريخ كذلك خضوع دول مسلمة غنية بالمال والعدة والعتاد والرجال لدولة حقيرة لا تقوم أو ترفع رأس إلا بحبل من الناس بعدما باعت عهد ربها وخانت مواثيقه عبر تاريخها الطويل.
لن ينس التاريخ دولة مسلمة باعت إخوانها لأعدائها وأعدائهم وشددت عليهم الحصار خوفاً من بطش الأعداء، بل وحاربت كل من يمد يد العون لإخوانه من أبناء شعبها، ففعلت ببدو سيناء الأفاعيل لوقف أي مدد لبني غزة عبر الأنفاق المباركة.
أمة الإسلام:
تعودنا على الصمت الطويل كصمت القبور والسكون الراكد الآثن كماء البرك، ثم تهيج الأمواج فجأة مع كل مأساة ولكن سرعان ما يخبو البريق وتنطفئ الأنوار ويسدل الستار ويعود الصمت والسكون الذي ساد الموقف وكأنما وقف الزمان عنده كمرحلة موصومة بالعار لا تتحرك ولا يتغير عارها ولا يزول عنها.
لذا لابد أن يتحرك الماء الراكد ولابد للبركة الآثنة أن تفور عن نهر جار بل بحر هائج الأمواج طاهر الماء قوي التلاطم.
أمة الإسلام:
لابد من علم ودعوة ومناصحة وعمل.
علم بلا كلل ودعوة بلا كسل ومناصحة للحكام بلا ملل، عمل واجتهاد، تجارة واقتصاد، تقدم وسداد، كل هذا يحتاج لأمثال خالد والمقداد.
أمة الإسلام:
أين أنت من
قوله تعالى {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ} [الأنفال:60]
عندنا من الجيوش ما لو بصقت على إسرائيل لغرقت إسرائيل، ولكنها راكدة فمتى تتحرك وأين الدعاة والعلماء من توجيه الجيوش والتغلغل بالدعوة الصحيحة وسط جندها وقادتها حتى يتحرك الماء الراكد.