المجزرة الإسرائيلية ضد «قافلة الحرية» تصدم العالم

عواصم – وكالات: سقط نحو 20 قتيلاً أمس عندما اعتلت قوات الكوماندوس البحرية الاسرائيلية متن سفن المساعدات المتجهة لقطاع غزة وواجهت مقاومة من النشطاء المؤيدين للفلسطينيين وهو ما صدم العالم بأجمعه.
وأبدى وزير اسرائيلي أسفه لسقوط قتلى خلال تصدي اسرائيل للقافلة في أول اعتراف رسمي بتحول المواجهة الى مواجهة دامية.
وقال بنيامين بن اليعازر وزير التجارة والصناعة لراديو الجيش الاسرائيلي «الصور بالقطع مؤلمة.ليس بوسعي الا ان أعبر عن اسفي لسقوط كل هؤلاء الضحايا».
من جهتها احتجت وزارة الخارجية التركية بشدة على الهجوم الاسرائيلي.
وقالت الخارجية التركية في بيان ان تصدي اسرائيل للقافلة «غير مقبول... وعلى اسرائيل ان تتحمل عواقب هذا السلوك»، وذكر البيان ان انقرة استدعت السفير الاسرائيلي الى مقر الخارجية.
ومن شأن هذه الخسائر البشرية ان تضر بصورة اسرائيل على الصعيد الدولي وعلاقاتها الدبلوماسية خاصة مع تركيا حليفتها الوثيقة التي ترفع بعض سفن المساعدات علمها.
«على حد علمنا هبط كوماندوس من قوات الدفاع الاسرائيلية على متن السفينة من طائرات هليكوبتر وسيطروا عليها».
وقالت غريتا برلين وهي متحدثة اخرى باسم الحركة ان محاميا اسرائيليا للجماعة ابلغها بأن عشرة قتلوا لكن لا يوجد اتصال بالسفن.
وأضافت «كيف استطاع الجيش الاسرائيلي ان يهاجم المدنيين هكذا..هل يعتقدون أنه لانهم يستطيعون مهاجمة الفلسطينيين دون تمييز يستطيعون مهاجمة اي أحد.. «لنا سفينتان أخريان.هذا لن يوقفنا».
وقالت وسائل اعلام اسرائيلية ان بعض الكوماندوس من البحرية أصيبوا اصابات طفيفة.وأضافت ان السفن المحتجزة تبحر في اتجاه ميناء اسدود بجنوب البحر المتوسط.
وانطلقت القافلة في المياه الدولية قبالة قبرص أمس الاحد في تحد للحصار الاسرائيلي على قطاع غزة وللتحذيرات من أنها سيتم اعتراضها.
ونظمت القافلة جماعات مؤيدة للفلسطينيين ومنظمة تركية لحقوق الانسان.

معظم القتلى أتراك
من جانبه اعلن محمد كايا رئيس هيئة الاغاثة التركية ان معظم القتلى هم اتراك.
وقال كايا المقيم في غزة ان «عدد الشهداء وصل الى 15 شهيدا على الاقل ومعظمهم من المتضامنين الاتراك».
وكان الجيش الاسرائيلي اعلن في وقت سابق ان «جنودا اسرائيليين واجهوا خلال العملية اعمال عنف جسدية شديدة واستخدم بعض الركاب اسلحة بيضاء واسلحة يدوية وحاولوا انتزاع سلاح احد الجنود».
واضاف ان «الجنود اضطروا للحفاظ على حياتهم الى استخدام وسائل مكافحة الشغب واطلقوا النار»، مشيرا الى جرح «اربعة جنود احدهم بالرصاص».
من جهته اوضح المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي الجنرال افي
بيناياهو أمس ان عملية الهجوم جرت في المياه الدولية.
واكد الجنرال بيناياهو للاذاعة الاسرائيلية العامة ان «العملية جرت في عرض البحر بين الساعة 4.30 و5.00 على بعد سبعين او ثمانين ميلا عن سواحلنا».
وبموجب اتفاقات اوسلو الموقعة في 1993 احتفظت اسرائيل بالسيطرة على المياه الاقليمية قبالة سواحل غزة لمسافة عشرين ميلا.
وقالت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان العسكريين الاسرائيليين ترددوا اولا في القيام بعملية في عرض البحر ضد الاسطول الصغير او اقتحام السفن عند عبورها المسافة المحددة، لكنهم فضلوا في نهاية المطاف الخيار الاول.
وكان بيناياهو صرح انه يجهل «من اعطى الامر باطلاق النار» خلال الهجوم على «اسطول الحرية» المتوجه الى غزة الذي اسفر عن مقتل أكثر من عشرة من ركابها.


بدء العنف
الى ذلك اتهمت الحكومة الاسرائيلية افراد الاسطول بأنه «بادر الى بدء أعمال العنف».
وقال مارك ريغيف الناطق باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لوكالة فرانس برس «لقد بادروا الى بدء اعمال العنف».
واضاف «لقد بذلنا كل الجهود الممكنة لتجنب هذا الحادث.لقد تلقى العسكريون تعليمات مفادها انها عملية للشرطة وانه يجب لزوم الحد الاقصى من ضبط النفس».
وتابع ريغيف «للاسف لقد تعرضوا لهجوم عنيف جدا من قبل ركاب السفينة بقضبان حديدية وسكاكين واطلاق نار بالرصاص الحي».
وقال ناطق باسم الجيش الاسرائيلي ايضا انه تم العثور على مسدسين على متن سفن الاسطول.

شاهد عيان
لكن أحد أفراد طاقم سفينة يونانية كانت ضمن أسطول الحرية قد نقل تفاصيل اخرى عن الهجوم الاسرائيلي على الأسطول في حديث مباشر مع احدى القنوات التلفزيونية اليونانية.
وقال الرجل الذي يعمل في سفينة «اليفتيري ميسوجيوس» في تصريحات لصحيفة «سكاي» اليونانية: «أجلى (الاسرائيليون) الجميع تقريبا..لم يبق سوى أنا وقائد السفينة فقط..أطلقوا الرصاص المطاطي وأطلقوا النيران على الناس وضربوهم..وصلوا في منتصف الليل وحاصرونا في حوالي الساعة الثالثة صباحا ثم جاءت المروحيات والسفن» ثم أضاف الرجل قبل ان ينقطع الاتصال «أنا الآن مكبل اليدين».
من جهته قال المتحدث باسم وزارة الخارجية اليونانية جريجوريس ديلافيكوراس: «ليس عندنا الآن معلومات محددة» وأوضح ان وزارته على اتصال مع الخارجية الاسرائيلية الا أنه قال ان الخارجية الاسرائيلية لا تقدم أي معلومات.
ووفقا للمتحدث فقد تم تشكيل غرفة أزمات في أثينا لمتابعة الموقف.

تجمعات
وفي انقرة تجمع مئات الاشخاص أمس امام مبان دبلوماسية اسرائيلية في اسطنبول وانقرة احتجاجا على الهجوم الاسرائيلي الدامي.
وفي اسطنبول تجمع حوالى 400 متظاهر امام القنصلية الاسرائيلية مرددين شعارات معادية لاسرائيل.
وانتشرت اعداد كبيرة من قوات الشرطة قبل الظهر في الموقع ولم تحصل حوادث مهمة واكتفى بعض المتظاهرين بالقاء زجاجات بلاستيكية في اتجاه المبنى.
وفي انقرة تظاهر اقل من مئتي شخص امام مقر السفير الاسرائيلي الذي انتشرت قوات من الشرطة لحمايته.
وادى المتظاهرون صلاة امام منزل السفير، وفق ما نقل صحافي فرانس برس.

نتنياهو قطع زيارته
وفي واشنطن أفادت تقارير اسرائيلية أمس بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يفكر في الغاء زيارته المقررة الى الولايات المتحدة.
وذكرت صحيفة «هاآرتس» الاسرائيلية على موقعها الالكتروني ان نتنياهو يفكر في الغاء الزيارة التي دعا اليها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وذلك بعد الهجوم.
يأتي هذا بالتزامن مع اعلان المعارضة الاسرائيلية شطب اقتراحات بحجب الثقة عن الحكومة من جدول اعمال الكنيست اليوم.
من جانبه، انتقد وزير الخارجية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان منظمي «أسطول الحرية»، وقال: «لو كان منظمو قافلة السفن الدولية مهتمين بحقوق الانسان لكانوا طالبوا سلطات حماس (التي تسيطر على قطاع عزة) بتمكين الصليب الأحمر الدولي من زيارة الجندي الأسير لدى الحركة جلعاد شاليط».
ورأى ليبرمان أنه لا أزمة انسانية في قطاع غزة وأن الهدف من تنظيم مثل هذه الفعاليات لا يهدف الا لاستفزاز اسرائيل.

تأهب
الى ذلك رفعت الشرطة الاسرائيلية أمس مستوى التأهب في اسرائيل لمواجهة اي «اضطرابات محتملة» بين عرب اسرائيل.
وقال ميكي روزنفلد لوكالة فرانس برس «رفعنا مستوى التاهب على الاراضي الوطنية لمواجهة اي اضطرابات محتملة».
وذكرت الاذاعة الاسرائيلية العامة ان الشرطة نشرت تعزيزات في القدس ويافا قرب تل ابيب والجليل، وهي مناطق تضم عددا كبيرا من عرب اسرائيل (1، 2 مليون نسمة).
وكان وزير الصناعة والتجارة الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر دعا في وقت سابق عرب اسرائيل الى «رد فعل منطقي» على الاحداث.

جريمة دولية
من جانبه أدان رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة اسماعيل هنية الهجوم الاسرائيلي، واعتبره «جريمة دولية وفضيحة سياسية تمت بقرار عسكري غاشم وسيكون لها تداعيات».
ودعا هنية، في مؤتمر صحافي عقب اجتماعات طارئة عقدتها حكومته، الى استمرار تدفق قوافل التضامن الدولي الى قطاع غزة حتى يتم كسر الحصار المفروض منذ ثلاثة أعوام، مشددا على ان الحل الوحيد هو برفع الحصار ورحيل الاحتلال الاسرائيلي عن الأرض الفلسطينية.
وطالب هنية السلطة الفلسطينية بوقف كل أشكال المفاوضات المباشرة وغير المباشرة مع اسرائيل والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي لعقد اجتماع طارئ وتطبيق فوري لقرارات انهاء حصار قطاع غزة.


19 قتيلا و36 جريحا
القدس - ا ف ب: قال التلفزيون الاسرائيلي ان 19 شخصا قتل واصيب 36 بجروح الاثنين في الهجوم العسكري الاسرائيلي على اسطول الحرية المتوجه الى قطاع غزة، وفق ما افادت الشبكة العاشرة في التلفزيون.
واوضح التفزيون ان احد الجرحى في «حالة حرجة».
واضافت القناة العاشرة ان خمسة جنود اسرائيليين اصيبوا ايضا بجروح واصابة احدهم «خطرة».


أحمدي نجاد يندد «بعمل النظام الصهيوني اللإنساني»
طهران - ا ف ب: ندد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الاثنين بـ«عمل النظام الصهيوني اللاانساني» بعد الهجوم على اسطول الحرية.
وقال احمدي نجاد ان «العمل اللانساني الذي ارتكبه النظام الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني ومنعه المساعدة الانسانية الموجهة الى الشعب من الوصول الى غزة ليس علامة على قوة هذا النظام وانما على ضعفه».
واضاف «كل ذلك يثبت ان نهاية هذا النظام المشؤوم والوهمي اصبحت اقرب من اي وقت مضى».